انتشرت فى الآونة الأخيرة ما يسمى بلاصقة القدم لإزالة السموم، وانتشر معها الجدل حول مدى فعاليتها وكفاءتها فى علاج الأمراض المذكورة فى إعلانها لإزالة السموم، واستعادة "التوازن" داخل الجسم، وزيادة الطاقة وتقوية جهاز المناعة، والحد من الإجهاد، تحسين الدورة الدموية، وتحسين النوم، وتعزيز التركيز الذهنى.
وتخفيف آلام الصداع والتهاب المفاصل، وسنحاول فى هذا الحديث أن نقف موقف المحايد فلسنا مع أو ضد هذه اللاصقة وليكن تحيزنا فقط للغة العلم وتحليل ما تم نشره من قبل حول هذه اللاصقة التى لم تكن وليدة هذا العام ولكن ظهرت منذ عام 2008 ولتوضيح ذلك نستعرض ما يلى:
-تم تجربة لاصقة جديدة بوضعها تحت ماء مقطر أو فى مكان رطب طوال الليل، فكانت المفاجأة تغير لونها إلى اللون الداكن سواء الأسود أو الرمادى الذى يعتبره الإعلان دليلا على سحب السموم من الجسم.
- فى أبريل 2008 تم عمل تحاليل معملية لنوع من أنواع اللاصقة الطبية لقياس كمية السموم التى سحبتها من ثمانية متطوعين، لكن التحاليل كانت سلبية لم يعثر بها على أى نوع من المعادن الثقيلة أو السموم.
- لم تقدم الشركات المنتجة حتى الآن أى دراسات علمية منشورة فى أى من الدوريات العلمية العالمية تدعم موقف منتجهم العلمى.
- فى عام 2009 أجرى مراسل الإذاعة فى كاليفورنيا تحقيقا مع سيدة وزوجها استخدموا اللاصقة لأول مرة ثم ذهبوا لمختبر بلاصقة مستخدمة وأخرى لم تستخدم بعد لقياس نسبة السموم والمعادن الثقيلة بهما، وأظهرت نتائج المختبر محتوى المعادن الثقيلة فى اللاصقة المستخدمة هى نفسها فى اللاصقة غير المستخدمة، الأمر الذى يعنى أن اللاصقة "لا تمتص أى سموم" ثم قامت نفس السيدة بتعريض لاصقة غير مستخدمة لبخار ماء مغلى فتحولت اللاصقة إلى اللون الأسود، مشيرا إلى أن اللون الداكن سببه مادة كيميائية فى اللاصقة يتغير لونه مع التعرض للرطوبة وليس مؤشرا لسحب السموم.
- أخيرًا وليس آخر ما هو معروف عن علم التشريح البشرى وعلم وظائف الأعضاء إزالة السموم والمواد الغريبة الحقيقى يحدث فى الكبد، والذى يعدل بنيتها الكيميائية بحيث يمكن أن تفرز عن طريق الكلى التى تصفى الدم من هذه السموم إلى البول، كما يمكن للغدد العرقية أن تفرز العرق وبعض المواد الذائبة فيه فكيف تقوم الغدد العرقية بإخراج هذه المعادن الثقيلة والسموم.
ورغم كل ما ذكر فى المواقع المختلفة عن اللاصقة ولكننا مازلنا فى موقف محايد من هذه اللاصقة فلن ندعمها ولن نرفضها فى انتظار الشركات المنتجة أن تفسر للعالم كله تفسيرا علميا يقنع كل المنظمات الطبية بهذا المنتج، وعليها أن تقدم ملف شامل لتسجيل المنتج بمنظمة الصحة العالمية.
على أن يحتوى هذا الملف على دراسات علمية منشورة فى دوريات عالمية ودراسات سريرية لتأكيد كفاءة المنتج وتوضيح كل النقاط الغامضة بهذا المنتج وعند اقتناعنا بهذه الدراسات سنرفع كلنا القبعات لهذا المنتج وسنكون أول من يدعمها وحتى نصل لهذه المرحلة علينا جميعا توخى الحذر من مروجى المنتجات الغامضة الغير مرخصة أو مرخصة من قبل جهات مجهولة.
وما أكثرها فى الآونة الأخيرة. فعلينا التأكد من ترخيص أى منتج دوائى قبل استخدامه على أن يكون الترخيص من مؤسسات وجهات طبية معترف بها عالميا فلنرفع جميعا شعار الصحة قبل كل شىء فمن يمتلك الصحة يمتلك الأمل، ومن يمتلك الأمل يمتلك كل شىء.
المصدر: موقع اليوم السابع